ابن النيل و الفرات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ابن النيل و الفراتدخول
مرحب شهر الصوم

العديد من الخدمات للمواقع و المنتديات


descriptionمقالات| المـيزان في سـورة الرحـمن Emptyمقالات| المـيزان في سـورة الرحـمن

more_horiz
عضو متميز
مشارك بأكثر من 200 مشاركة
حاصل على الجنسية
مر على وجوده في المنتدى أكثر من 10 سنوات
عضو مطلع
شارك في أكثر من 200 موضوع
(  المـيزان في سـورة الرحـمن )
.
.
مقالات| المـيزان في سـورة الرحـمن --_online
.
.


قبـل الدخـول في شـرح السـورة الكـريمـة ، يشـرّفني أنْ أتقـدّم بكل الشكر و التقدير و الاحترام لكم جميعـاً ، و أخص بالشكر كل الذين أرسـلوا الاستفسـارات ، لتفـاعلهم مع المقـالات ، فبـارك اللـه بكم جميعـاً ، و نظراً لكثرة الاستفسارات ، اسمحوا لي أن يكون الشـرح في أكـثر من مقـالة .

جعلكم : [ الرحمـن ] من ورثـة جـنّة النعيـم .

.

سـورة الـرحمـن :

سـورة مَـدنيّـة [ نزلتْ في المدينة المنوّرة ] ، تـرتيبهـا في كتـاب اللـه [ 55 ] ، و ترتيب نزولهـا [ 97 ، فقد نزلت بعد سورة الرعـد و قبل سورة الإنسان ] ، و يُطلقُ عليهـا صفة : [ عـروس القـرآن ] . 

.

مــيزان بين كلمتـيْ [ اللـه ، الـرحمـن ] :

إنّ لفْظَ الجـلالة : [ اللـه ] يخصّ جميع المخلوقات من الجماد و الأحياء ، لذلك كلمة [ الله ] ، هي العُليـا : ( كَـلِـمَـةُ - اللّـهِ - هِـيَ الـعُـلْـيَا ) التوبة 40 ، و اسم : [ اللـه ] هو الاسم [ الأعظم ] ، لذلك عند الأذان نقول : [ اللـه أكبر ، الله أكبر ] ، و الشهادة تكون : [ أشهد أن لا إله إلاّ - الله - ، و أشهد أنّ محمداً رسول - الله - ] .

و لا يصحّ أنْ نقول في الأذان مثلاً : [ الرحمن أكبر ، الرحمن أكبر ] ، أو أن نقول : [ أشهد أن لا إله إلاّ - الرحمن - ، و أشهد أنّ محمداً رسول - الرحمن - ] .

أمّـا لفظ الجلالة : [ الـرحمـن ] فيخصّ فقط المَخْلوقات الحيَّـة وَ خَاصَّةً المُـؤمنين ، لذلك يوجد سورة باسم : [ سورة الرحمن ] ، و لا يوجد سورة باسم : [ سورة الله ] .

و يوضح ميزان السورة الكريمة ، أنّ اسم [ الرحمن ] هو اسم [ مُبارك ] ، و ذلك إذا نظرنـا إلى الآية [ الأولى ] و إلى الآية الأخيرة من السورة : ( الـرحمـن .... تبـارك - اسْـمُ - ربّـك ذي الجلال و الإكـرام ) الآية 1 / و الآية 78 . 

.

و قد طَلَبَ اللّهُ سُبْحَانَهُ أَنْ نَدْعُـوهُ [ فقط ] بِأَحَدِ اسْـمَيْهِ الكرِيْمَيْنِ : [ اللّهُ ، الرحمن ] ، فقال تعالى : ( قُلِ اِدْعُـوا - اللّـهَ - أَوِ اِدْعُـوا - الـرَحْـمَـن - أيَّاً مَـا تَدْعُـو فَلَـهُ الأسْـمَـاءُ الـحُـسْـنى ) الإسراء 110 .

.

و لـم يكن الخلاف كبيراً بين الرسول صلى الله عليه و سلم و بين الكافرين على كلمة [ الله ] ، تقول الآية الكريمة عن الكافرين : ( و لـئنْ سـألتهُم مَنْ خلق السَـماوات و الأرضَ ليقولُنّ - الله - ) لقمان 25 / الزخرف 87 ، و لكن حصل الخلاف الكبير و زاد الكافرين نفوراً عندمـا سمعوا كلمة [ الرحمن ] ، تقول الآية الكريمة : ( وَ إِذَا قِيْلَ لَـهُـمُ اسْـجُـدوا لِلـرَحْـمَـنِ قَالُـوا وَ مَـا - الـرَحْـمَـنُ - أَنَسْـجُـدُ لِـمَـا تَأْمُـرُنَا وَ زَادَهُـمْ نُفَوراً ) الفرقان 60 . 

.

و اسـم : [ الرحمـن ] ، لـه : [ صِـفة ] واحـدة فقط ، هي : [ الرحـيم ] ، و الدليل هذه الآيات الكريمة : ( الـرَحْـمَـنِ الـرَحِـيْمِ ) الفاتحة 3 ، ( تَنْزِيْلٌ مِـنَ الـرَحْـمَـنِ الـرَحِـيْمِ ) فصّلت 2 ، ( لاَ إلَـهَ إلاّ هُـوَ الـرَحْـمَـنُ الـرَحِـيْمِ ) البقرة 163 ، ( هُـوَ الـرَحْـمَـنُ الـرَحِـيْمُ ) الحشْر 22 .

و اسم : [ اللـه ] ، يـأخذ كل : [ الصفـات ] الأخـرى ، وَ في سُورَةِ الحجّ مثلً يوجد / 7 / آياتٍ تتحدث عن صفات كلمة [ الله ] ، و هذه الآيات هي : ( وَ إنَّ اللّـهَ لَـعَـلِـيٌّ حَـلِـيْمٌ ) الحج 59 ، ( إنَّ اللّـهَ لَـعَـفُوٌّ غَـفُـورٌ ) الحج 60 ، ( أَنَّ اللّـهَ سَـمِـيْعٌ بَصِـيْر ) الحج 61 ، ( أَنَّ اللّـهَ هُـوَ العَـلِـيُّ الـكَـبيْرُ ) الحج 62 ، ( أَنَّ اللّـهَ لَـطِـيْفٌ خَـبِيْرٌ ) الحج 63 ، ( أَنَّ اللّـهَ هُـوَ الغُـنِيُّ الـحَـمِـيْدُ ) الحج 64 ، ( إنَّ اللّـهَ بِالـنَاسِ لَـرَؤوفٌ رَحِـيْمٌ ) الحج 65 .

كَذَلِكَ : ( فَإنَّ اللّـهَ غَـفُورٌ رَحِـيْمٌ ) التغابن 14 ، ( وَ اعْـلَـمْ أَنَّ اللّـهَ عَـزِيْزٌ حَـكِـيْمٌ ) البقرة 260 .

و المثـال الأوضح ، في آخر سورة [ الحشر ] ، التي توضح أنّ اسم : [ اللـه ] لـه الكثير من الصفات ، بينمـا اسم : [ الرحمن ] لـه [ صفة ] واحدة : تقول الآيات الكريمة : ( هو : اللـه الذي لا إلـه إلاّ هو : عالِمُ الغيْب و الشهادة ، هو : الرحمن الرحيم ) الحشر 22 ، و تتابع الآيات : ( هو اللـه الذي لا إلـه إلاّ هو : الملِكُ القدّوسُ السلام المؤمن المُهيمن العزيزُ الجبّار المُتكبّر ) الحشر 23 ، ( هو الله : الخالق البارئ المصوّر ) الحشر 24 .

.

آيـاتٌ مُتشابهاتٌ :

نجـد عدّة آيات [ متشابهات ] في القرآن الكريم ، الأولى تتحدّث عن : [ اللـه ] و الآية الثانية تتحدّث عن : [ الرحمن ] ، و نُلاحظُ أنّ الآية الأولى تتحدث عن الأشياء التي ليس بهـا حياة ، بينمـا الثانية تتحدّث عن المخلوقات الحيّة :

يقول تعالى عن [ الطيران ] الحديث ، و الطـائرات التي تطير على ارتفاعات شاهقة : ( ألـمْ يـروْا إلى الطـير مُسـخّراتٍ في جـوّ السماء مـا يُمسكهُنّ إلاّ - اللـه - ) النحل 79 ، أمـا عندمـا يتحدّث عن الطيور الحية التي تطير قريبة من الإنسان ، فإنه يستخدم كلمة [ الرحمن ] ، تقول الآية المتشابهة : ( أوَلـمْ يـروْا إلى الطـير فوقهُم صافّاتٍ و يقبضْنَ مـا يُمسكهُنّ إلاّ - الرحمـن - ) الملك 19 .



الـرحمـن : 

إنّ المولى تبارك و تعالى يُدير الكون باسمه : [ الرحمـن ] ، يقول تعالى : ( الـرَحْـمَـنُ عَـلَـى الـعَـرِشِ اسْـتَوى ) طه 5 ، و لو كان يُدير الكون باسمه [ اللـه ] لانتهت كلّ أشكال الحياة على الأرض : ( و لوْ يؤاخذ - الله - النـاس بمـا كسَـبوا مـا ترَكَ على ظهـرهـا منْ دابّـة ) فاطر 45 ، وَ باسمه [ الرحمـن ] سَيُحَاسِبُ الناس يَوْمَ القِيامَةِ : ( إِنْ كُـلُّ مَـنْ في الـسَّـمَـاواتِ وَ الأرْضِ إلاَّ آتِي - الـرَحْـمَـنِ - عَـبْدَاً ) مريَم 93 ، وَ باسْمِهِ الرحمن خَلَقَ جَنَّاتِ عَـدْن : ( جَـنَّاتِ عَـدْنٍ الـتي وَعَـدَ - الـرَحْـمَـنُ - عَـبَادَهُ بالـغَـيْبِ ) مريَم 61 .

و [ الرحمـن ] يخصّ المسلمين أصحاب القرآن بشكل أسـاسيّ لأنَّ : ( الـرَحْـمَـنُ عَـلَّـمَ الـقُرْآنَ ) الرحمن 1 / 2 ، وَ دَعَا [ المُسْـلِمِيْنَ ] أَنْ يَتَوَجَّهُوا إلَيْهِ باسْمِهِ الرَحْمن : ( قُلْ : هُـوَ الـرَحْـمَـنُ آمَـنّا بِه وَ عَـلَـيْهِ تَوَكَّـلْـنَا ) الملك 29 ، ( وَ إنَّ ربَّكُـمُ الـرَحْـمَـنُ ) طه 90 ، ( وَ رَبُّنَا الـرَحْـمَـنُ الـمُـسْـتَعَـانُ ) الأنبياء 112 .

و [ سـورة الرحمـن ] تتحـدّث عن الأمور و الأشياء التي خلقهـا المولى تعالى بصفته [ الرحمـن ] :

.

مـيزان [ القـرآن ، البيـان ] : 

( الرحمـن ، علّـمَ القـرآن ، خلـق الإنسـان ، علّمـه البيَـان ) الرحمن 1 / 4 ، نُـلاحـظُ في هذه الآيات الكريمة ، أنّ [ الإنسان ] هو أساس ميزان [ القرآن و البيـان ] ، فبعْـدَ أنْ [ يتعلّم ] القرآن ، و لا [ يتلوه ] بسرعة و بدون فهم كما يحدث في رمضان ، بعد ذلك على الإنسان أنْ يتعلّم [ البيـان ] ، و هو [ التصرّف السليم ] مع قوانين الطبيعة و مع قوانين البشر ، و أنْ يفهم [ الميـزان ] الذي وضعه الخالق تعالى في كلّ شيء : ( من كلّ شيء موزون ) الحجر 19 ، فالإنسان محصورٌ بين علمين : [ القُرآن ] + [ البَيـان ] ، فأحدهُمـا لا يكفي لأنّهُ يُحدثُ خـللاً في : [ الميزان ] .

.

مـيزان [ الشـمسُ و القمـر ] : 

( الشَـمسُ و القَـمَـرُ بحُـسْـبان ) الرحمن 5 ، و [ الحُسـبان ] هو الميزان و التوازن الدقيق الذي يجب أنْ يهتمّ بـه الإنسان ، لأن الخالق تعالى منذ تكوين الكون جعـلَ عدد الأشهر [ 12 ] شهراً قمـرياً ، و فرض [ 4 أشهر منهـا ] يُمنع فيهـا القتال ، كيْ يرتاح الناس على الأقل فترة [ 4 أشهر ] من القتل و الإجرام : ( إنّ عِـدَّةَ الـشُـهُـورِ عِـنْدَ اللَّـهِ اثْنَا عَـشَرَ شَـهْـراً في كِـتَابِ اللَّـه يَوْمَ خَـلـَقَ الـسَمَـاواتِ وَ الأرْضَ مِـنْهَـا - أَرْبَعَـةٌ حُـرُمٌ - ذَلـكَ الـدينُ الـقَـيِّمُ - فَـلاَ تَظْـلِـمُـوا فِـيهِـنَّ أَنْفُسَـكُـمْ - ) التوبة 36 ، إذَاً : [ التَقْويمُ القَمَـريُّ ] الذي يَحْتَوي أَرْبَعَـةَ أشْـهُرٍ حُـرُمٍ ، هُـوَ رَحْمَـةٌ مِنَ اللَّـهِ سُبْحَانَهُ لِعِبَـادِهِ ، كَيْ لاَ يَظْلِمُوا أنْفُسَـهُمْ عَلى الأقَلِّ في الأشْـهُرِ الحُـرُمِ : [ ذي الحِجَّةِ ، ذي القِعْدَةِ ، مُحَرَّمٌ ، رجَبٌ ] ، فهل مَنْ يسمعْ ؟ !!!! .

و [ الحُسْـبان ] يجب أنْ يكون عن طـريق الأدلّة العلميّة الدقيقة بالدرجة الأولى ، و في الماضي كانت الوسيلة [ الوحيدة ] لرؤية هلال رمضان هي [ العيْن المجرّدة ] ، و اليوم يُمكنْ معرفة مكان وجود القمر في كل لحظة عن طريق وكالات الفضاء و أجهزة [ التليسكوب ] ، و العجبُ العجاب هو [ الإصرار ] على [ الرؤية ] بالعين المُجرّدة ، مع أنّ الآية الكريمة تقول صراحةً : ( فمنْ - شَـهِـدَ - منكُمُ الشَـهرَ فلْيصمْه ) البقرة 185 ، و لمْ تقُل الآية الكريمة : [ فمنْ - رأى - منكُم الشهْر ] !!! ، و [ الشهادة ] تكون بالدليل العلميّ ، و [ الرؤية ] تكون بالعين ، و مِنَ العجيب أيضاً أنني منذ يومين كنتُ أشـاهد محطة فضائية يتحدّث فيهـا [ عالم دينيّ ] مختص بإثبات رمضان ، و قد قرأ الآية مـرّتين : [ فمن - رأى - منكم الشهْر ] !!!!!!!!!!!!! . 

و في كلّ عام [ يختلف ] أكثر من [ مليار و نصف مسلم ] على [ رؤية ] قمر رمضان ، مع أنّ القمر معروف بكل ثانية أيْن موقعه بكل دقّة [ حُسْـبان ] علميّ .

.

في المقـالة القـادمة :

- ( و النجْمُ و الشـجر يسجدان ) ، كيفية السجود و ميزان [ السجود ] .

_ ( و السَماء رفعهـا و وضع الميزان ) ، مـا هو [ ميزان الكون و الحياة و الطبيعة ] .

_ ( فيهـا فاكهةٌ و النخل ذاتُ الأكمـام ، و الحبّ ذو العصف و الريحان ) ، كيفَ يكون [ الحبّ ذو العصْف ] شافياً من : [ مرض السكّري ] الذي يُصيب الكثير من الناس ؟

و الميزان مع قوله تعالى في سورة النحل ( و منْ ثمرات النخيل و الأعناب تتخذون منه - سَـكَراً - و رزقاً حسـناً ) النحل 67 ، و الانتباه إلى أنّ كلمة : [ سَـكَراً ] تعني سائل : [ الخـلّ ] .

_ ( فبأيّ آلاء ربكمـا تُكـذّبان ) ، و لمـاذا تكّررت [ 31 مـرّة ] في السورة الكريمة .

.

كلّ هـذا و اللـه أعْلم .

.

لكـم خالص المـحبـة و التـقدير و الاحتـرام ، و بـاركَ اللـه بكم و عليكـم و أسعدكم في الدنيا و الآخـرة ، مع خالص تحياتي و شكري لمشاعركم الرقيقة ، و ســلِمتْ أياديكم البيضــاء لتعليقاتكم الكريمة التي تـدلّ على ذوقـكم و كَـرَم أخــلاقكم ، و رزقكم اللـه جنّــات النعيم و جعلكم عباده المقـرّبـين ، و صلى الله و سلم على رسوله الكريم و على آلـه و صحبه أجمعين .

descriptionمقالات| المـيزان في سـورة الرحـمن Emptyرد: مقالات| المـيزان في سـورة الرحـمن

more_horiz
عضو متميز
مشارك بأكثر من 200 مشاركة
حاصل على الجنسية
مر على وجوده في المنتدى أكثر من 10 سنوات
عضو مطلع
شارك في أكثر من 200 موضوع
( و الأرْضَ وضَـعَـهـا لـلأنـام ، فيهـا فاكـهةٌ و النخْـلُ ذاتُ الأكمـام ، و الـحـبّ ذو العصْـف و الريْحـان ) الرحـمن 10 / 12 .
هـذه الآيــات الكـريمـة فيهـا [ مـيزانٌ ] رائـع ، بين [ السُـكريّات ] و بين [ عـدم الإصـابة بمرض السُـكّريّ ] :
في البـدايـة تتحـدّث الآيـة عـن [ السـكّريات ] بقوله تعالى : ( فاكـهةٌ و النخْـلُ ذاتُ الأكمـام ) و هـذه تُعطـي : [ السُـكّريّات ] .
و جـاء [ المـيزان ] بعـدهـا مباشـرةً عـن وسـائل الشـفاء و الوقاية من مـرض [ السُـكّريّ ] ، بقولـه تعـالى : ( و الـحـبّ ذو العَـصْـف و الريْحـان ) .
.
الـحـبّ ذو [ العصْـف ] : 
هـو الـحبّ [ النـابت ] بحيث يُصـبحُ لـه [ سـاق خضـراء ] ، و هـذا المـوضوع هـامٌّ جـداً إلى ربّـات البيـوت المسـؤولات عـن إطـعام الأسـرة .
يجـب عملية [ إنبـات ] الحـبوب قبل طبخـهـا ، كيْ يُصـبح لهـا : [ عصْـف ] أخْضـر ، و بعد ذلك طبخهـا ، و ليس طبخ الحبوب [ الجـافّة ] مثل العدس و القمح و الفول .... فهذه حبوب [ ميّـتـة ] ليْسَ بهـا تفاعلات حـيويّة و طـاقة [ ريْحـان ] .
و تتـمّ عمـليّة الإنبـات بوضع الحبـوب على قطـعة قمـاش مبلّـلّة و تركهـا عـدّة أيـام حتى تنبت و يُصبح لهـا [ سـاق خضراء ] ، و بعـد ذلك يتمّ طـبخهـا ، بعْد أنْ دبّـتْ بهـا [ التفاعلات الحـيويّة ] ، و أصبح بهـا طـاقة حـيويّة : [ ريْحـان ] .
و أوضـح القـرآن الكـريم أنّ : [ العَصْـف ] هـو مـادّةٌ غـذائـيّة لـلأكل : ( فجعـلـهُم كـعَـصْفٍ مـأكـول ) الفيل 5 .
.
_ و : ( الحـبّ ذو العـصْـف و الريْحـان ) ، نـلاحظ أنّ الآيـة الكـريمة قـد ربطـتْ [ العصْـف ] مـع [ الريْحـان ] :
و كلمة : [ الـريْحان ] تحْمِلُ معنى : [ الـرَوح ] و هي : [ الطاقة الإيجابية المباركة ] التي نتحرّكُ بهـا ، فقد أوردَ الله الكلمتين مع جـنّة النعـيم التي هي للمقـرّبين منْ عباده ، يقول تعالى : ( فَـرَوْحٌ و - ريحانٌ - و جـنّةُ نعـيم ) الواقعة 89 .
و سورة الرحمـن تذْكُرُ : [ الآلاء = النِعَـم الكُـبرى ] ، التي خـصّ بهـا اللـه الإنـسَ و الجانّ ، حـيْثُ وَرَدَت آية : ( فبأيّ آلاء ربّكُمـا تُكذّبان ) في السورة 31 مرّة .
_ و [ أوّلُ ] ذكْرٍ لهذه الآية في سورة الرحمـن كانَ بعْـدَ : ( و الحـبّ ذو العصـف و الريْحان ) ، تقول الآيات : ( و الحبّ ذو العصْف و الـريْحان ، فبأيّ آلاء ربّكُمـا تُكذّبان ) الرحمن 12 / 13 .
أيْ أنّ الله سبحانه قد أعطـانا هـذا [ المـيزان ] ، بين [ السكريّات ] و بين [ الحبّ ذو العصف ] على شكل [ آلاء = نعمـة كـبرى ] تستحقّ البحث و الدراسة و التفكّر .
.
عـلاج مـرض السـكّـريّ :
يتـم إنبـات حبّـات [ الشَـعـير ] حتى يُصـبح لهـا : [ سـاق خضـراء = عصْـف ] بطول حوالي [ 10 سـنتيمترات ] ، بعـد ذلك يتم قـصّ الجـزء الأخضـر [ العصْـف ] و يتمّ هـرسـه جيّـداً داخل [ الخـلاّط الكهـربائيّ ] بحيث يُصبح مثل العصير ، و يُشـربُ ، فينخفض [ السُـكّريّ ] بإذن اللـه بسـرعة كـبيرة .
.
المـيزان في القـرآن : 
أيضـاً وضع القـرآن الكـريم مـيزانـاً آخـر ، بين [ السُـكّريّات ] و بين سـائل [ الخَـلّ ] الذي يتمّ استخراجه من سُـكّريات العـنَب و التمـر .
يقول تعالى : ( و مـنْ ثمـرات النخـيل و الأعـناب تـتّخـذون مـنْه - سَـكراً - و رزقـاً حـسناً ) النحل 67 ، و كـلمـة [ سَـكَـراً ] تعنـي : [ الخـلّ ] .
لذلك توازن الآية الكـريمة بين أكل [ ثمـرات النخل و العنب ] بشكل سُـكّريات ، فإذا ارتفعت نسـبة السُـكّر في الجسـم ، تتمّ مُعالجتهـا بسـائل [ الخـلّ ] عـن طريق السـلطة مثلاً أو الشـرب المباشـر ، و هـذا المـيزان وضعه الله تعالى للـذين [ يعـقلون ] هذه الحقـيقة ، حـيث تُتـابع الآية الكريمة : ( إنّ في ذلك لآيـةً لـقوم يـعقـلون ) النحل 67 .
كـلّ هـذا و اللـه أعْـلم .
.
و سـيكون عـندي في [ المستقبل ] القـريب بإذْن الله ، بـرنـامج تلفزيونيّ شـامل اسمـه : [ بَصَــائـر ] ، أشْـرح بـه [ كـلّ ] القُـرآن الكريم و بكلّ دقّةٍ و وضوح ، ليكـون مَـرجعاً عالـميّاً مُترجمـاً لكلّ اللغات في العالَم .
وَ شَرَعْتُ في تفسيرِ شَرْح كتابه .... لـيَكون للـراجـينَ حَـبْـل نجـاةِ 
و اللهُ يغْـفِـرُ ، إنْ زَلَـلْـتُ بِلَـفْظَةٍ .... مشْـفوعةً بالـصِدْقِ في النيّـاتِ
.
أتمنى لكم كل المتعــة و الفائـدة العلميّــة و الثقــافيّة و فهْم الدين الحنيف ، و بارك الله بكم و عليكم ، و كل الشكر الجزيل لمتابعتكم ، و ســلِمتْ أياديكم البيضــاء لتعليقاتكم الكريمة التي تـدلّ على ذوقـكم و كَـرَم أخــلاقكم ، و رزقكم اللـه جنّــات النعيم و جعلكم عباده المقـرّبـين ، و تفـضلّوا بقبـول فـائق الـتقدير و الاحـترام ، و صلى الله و سلم على رسوله الكريم و على آله و أصحابه أجمعين .


لذيذ  Keep Calm & Be Professional  لذيذ

descriptionمقالات| المـيزان في سـورة الرحـمن Emptyرد: مقالات| المـيزان في سـورة الرحـمن

more_horiz
عضو متميز
مشارك بأكثر من 200 مشاركة
حاصل على الجنسية
مر على وجوده في المنتدى أكثر من 10 سنوات
عضو مطلع
شارك في أكثر من 200 موضوع
الدكتور علي منصور كيالي دائماً ما يتحفنا بمقالاته و أجوبته الأخاذة.

descriptionمقالات| المـيزان في سـورة الرحـمن Emptyرد: مقالات| المـيزان في سـورة الرحـمن

more_horiz
عضو متميز
مشارك بأكثر من 200 مشاركة
حاصل على الجنسية
مر على وجوده في المنتدى أكثر من 10 سنوات
عضو مطلع
شارك في أكثر من 200 موضوع
المسافر كتب:
الدكتور علي منصور كيالي دائماً ما يتحفنا بمقالاته و أجوبته الأخاذة.

هذه حقيقة. شكراً على مرورك و التعليق.
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد